مملكة الجن


ـ1ـ
كانَ يا ما كانْ
فِي أَقْدَمِ الأَزْمانْ
مَمْلَكَةٌ صَغِيرَةٌ حُكَّامُها مِنْ "جانْ"..
سُكَّانُها من "جانْ"..
وَلَيْسَ مَوْجُودٌ بِها عُشْبٌ وَلا إِنْسانْ!
ـ2ـ
وَذَاتَ يَوْمٍ خَطَبَ الْمَلِيكُ خُطْبَةً عَصْماءْ
ضَمَّنَها الدُّعاءَ وَالْوَفاءْ
وَقالَ فِي خِتامِها: يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
بِلادُنا بِحاجَةٍ لِوُزَراءْ
يَتَوَلَّوْنَ الْعَطاءْ
لِذَلِكَ يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
اخْتَرْتُ مِنْ بَيْنِ الْقُضَاةِ الْحُكَماءْ
وَالأُمَرَاءِ الشُّرَفاءْ
عِشْرينَ شَخْصاً أَقْسَمُوا بِالْعَرْشِ أَنْ يَظَلُّوا أَوْفِياءْ.
ـ3ـ
وَبَعْدَ عامٍ حافِلٍ بِاللَّهْوِ والشُّرْبِ
هَدَّدَهُمْ عَدُوُّهُمْ بِالْغَزْوِ وَالسَّلْبِ
فَدُعِيَ الْمَجْلِسُ لِلتَّشَاوُرِ
وَلانْتِخابِ قَائدٍ مُوَحَّدٍ لِكافَّةَ الْعَساكِرِ
وَبَعْدَما انْتَهَى الْجَمِيعُ مِنْ إِلْقاءِ الْخُطَبِ
الْمَنْقُولَةِ عَنِ الْقامُوسِ الْجامِعِ وَالْكُتُبِ
صاحَ الْمَلِيكُ قائِلاً:
مَنْ مِنْكُمُ يَقُودُ جَيْشَ الْعَسْكَرِ
فِي أَحْلَكِ اللَّيالِي،
فِي الشُّمُوسِ الْمُحْرِقَه،
وَفِي الصَّباحِ الْباكِرِ..
فَصَاحَ شَخْصٌ مِنْهُمُ: أَنَا..
وَآخَرٌ: أَنا..
وَكُلُّهُمْ: اَنا..
فَانْقَسَمُوا،
وَهَجَمُوا
بِعُنْفٍ وَخَباثَه
فَتَمْتَمَ الْمَليكُ هَازِئاً:
كَمْ تَصْلُحُونَ لِلْحِرَاثَه!
**